يعمل مشروع التحريج في لبنان، منذ كانون الثاني/يناير 2012، بشكل وثيق مع مشاتل الأشجار المحلية المنشأ في جميع أنحاء لبنان، للمساعدة على نموّ شتول أغراس أشجار أقوى ومؤهلة لتبقى حية بعد غرسها في الأرض. وقد استخدم المشروع معدّات وتقنيّات زراعية متقدمة، بما في ذلك حاويات زراعية متطوّرة، ودفيئات، وأنظمة ريّ، كما وفّر كتيّبات عمليّة فنيّة مفصّلة.
ويقدّم العاملون في مشروع التحريج في لبنان والمتخصصون الزائرون إرشادات لمديري المشاتل طوال العام، في ما يتعلّق بالمسائل الفنية وتحسين إدارة المشاتل.
وقد ساعد مشروع التحريج في لبنان مديري المشاتل في تشكيل جمعية تعاونية محترفة تحت اسم "الجمعية التعاونية لمنتجي الأغراس الحرجية في لبنان" (CNTPL)، يتبادل الأعضاء فيها أفضل الممارسات التي يتبعونها، ويشجّعون التحريج المستدام في لبنان.
بفضل المساعدة الفنية المستمرّة التي يقدّمها مشروع التحريج في لبنان، تقوم مشاتل التعاونية التسع سنويًا بزرع مئات آلاف أغراس محلية المنشأ وفقًا للمبادئ التوجيهية التي تعتمدها مديرية الأحراج الأمريكية. ويتمّ حاليًا غرس معظمها في الأرض ضمن برنامج مشروع التحريج في لبنان، وبمشاركة عدد من أصحاب المصلحة الناشطين في مجال التحريج في لبنان. المؤشرات الأولية تدلّ على أنّ معدّلات بقاء الأغراس القوية التي زرعتها المشاتل التابعة للجمعية التعاونية قد ارتفعت بنسبة كبيرة بعد زراعة تلك الأغراس في الأرض.
في السياق عينه، يدعم مشروع التحريج في لبنان كذلك الجمعية التعاونية عبر تمكينها والترويج لها لتصبح مرجعية وطنية في ما يتعلّق بإنتاج الأغراس وأفضل الممارسات في مجال التحريج.
بدأ العمل على تحسين مشتل جمعية حماية وتنمية الثروة الحرجية (AFDC) في كانون الأول 2011.
تم إنتاج 25 ألف غرسة لغرسها ضمن الممارسات المتبعة في مشروع التحريج في لبنان، من بينها حاويات أغراس رائدة، ووسائط استنبات معززة، وبرنامج تسميد متقدم، ونظام ري متطور، ومساعدة فنية محترفة .
إجمالي القدرة الإنتاجية سنوياً: 30 ألف غرسة
عقد مشروع التحريج في لبنان أول "ورشة عمل لمشاتل الاغراس الحرجية في لبنان" في 15 و 16 و 17 تشرين الثاني في مركز MFDCL في الرملية. وهدفت ورشة العمل إلى جمع الجهات الرئيسية المعنية بإنتاج الأشجار المحلية المنشأ والتحريج. وقد تمت خلال ورشة العمل معالجة مجموعة واسعة من المواضيع، من بينها زيارة عدد من المشاتل: إنتاج الأغراس المرجوة، وإعداد وسائط الاستنبات، والممارسات المتبعة من قبل المشاتل، من ضمنها الري الفرعي، وإدارة المشاتل، ومكافحة الامراض والآفات، وخصوبة التربة، وصنع السماد السليم والتنوع البيولوجي، وأهمية مصدر البذور. وحضر ورشة العمل ممثلون عن المشاتل التسعة الشريكة وغيرهم من المشاركين المهتمين بتحريج لبنان من مناطق مختلفة.
ضمت ورشة العمل بشكل عام أكثر من 35 شخصاً تناقشوا وتبادلوا المعلومات القيمة حول الممارسات المتبعة في المشاتل، واهم تقنيات الغرس التي من شأنها ضمان جودة عالية للأغراس ومعدل عال لبقائها حيّة. وأخيرا، وباتفاق مزارعي المشاتل، تشكلت أول جمعية لمشاتل الأغراس الحرجية في لبنان. ستعمل هذه الجمعية على التأكد من نشر جميع المعلومات المتعلقة بالممارسات المناسبة المتبعة من قبل المشاتل بغية التعلم من محاولات مزارعي الاغراس الحرجية التي باءت بالفشل والاخرى التي تكللت بالنجاح. وسوف تساعد الجمعية في تنظيم وإدارة الاصناف المختارة للتحريج وفقا لكل منطقة على حدة. ومن شان هذا الأمر أن يقلل من مخاطر فائض انتاج بعض الاصناف في كل المشاتل أو قلة إنتاج بعض الأصناف. فتحسين التواصل بين المشاتل أمر لا بد منه لنجاح التخطيط في المستقبل لمشروع التحريج، وهذا ما ستعمل الجمعية على ضمانه.